| 0 التعليقات ]

فوالله ماجئت لنشر فساد ولا لتشجيع رذيلة
ومتى كان الحب عارا فنخجل منه؟
وليس فى هذا عيبا أو تجاوزا لشرع الخالق
وصحيح أن الحب ليس حراما كما يزعم البعض
ولكنى اقول الحب
أما ما يحدث فى ايامنا العصيبة فالحب منه براء
وهو إلى الحرام أقرب منه إلى الحلال
لا يرتضيه عقل ولا منطق ولادين
ولا يقره إلا سفيه
وليس عن من يرتعون فى الوحل اتكلم فنفسى تعاف من حديث السفهاء
أنا أتكلم عن الحب
هل تدركون ما أعنى
الحب قبل ان يشوه بحضارات الأوغاد وتشدق الفساق


الحب وما الحب؟


شــــــهــــقـــــات القلـــــوب



إنما الحب صفاء النفس من حقد وبغض
إنه أفئدة تهوى وتأبى هتك عـــرض
وجــفون حظرات تلمح الحسن فتغضى



لله درك
ما اجمل هذا المعنى
معنى الحفاظ على الأعراض لإن إنتهاكها دليل على عدم صدق المودة فمتى كان يؤذى الحبيب حبيبه ؟
والأجمل غض الطرف عن الحسن ؟
ولماذا ؟
من باب الحفاظ على الحقوق حتى تكون مشروعة
يالله عفاف وطهر وحياء
ويالها من زينة

.الحب وما الحب؟

شــــــهــــقـــــات القلـــــوب

إننى أكره حبا يجعل الفسق شعارا
يجعل اللذة قصدا ويرى العفة عارا
أعلن الحرب على أصحابه ليل نهارا

ومتى كانت العفة عارا ؟
والطهر مبعث للخجل ؟
وأينما أعتبرا كذلك فقل على الدنيا السلامة

الحب وما الحب؟





هو الحب يسمو بالنفوس ويرتقى
إن لم يكن فىعرف أصحابه لهوا

فأين السمو فى حب خفافيش الظلام ووطاويط الليل وغربان الخرابات ؟

الحب وما الحب؟

شــــــهــــقـــــات القلـــــوب

ذاك الصفاء فلا لـوم ولانــكد
ولا شـــكاوى ولا ترجيع أنات
لا زيف،لاحقد،لا أطماع فــى عرض
ولا تناحر فـــــى دنـيا العداوات
لكنه الحب شفاف الرؤى شـــرفت
غــــاياته وسمى فوق التفاهات
لو لامس الحب قلبا ما أتى شــططا
ولا اقامــــت به غير المروءات

وهذا و بيت القصيد
لو لامس الحب قلبا ما اتى شططا
فآه لقلوب إدعت الحب وهى تتمرغ فى الحضيض وتكتسى بالتبجح رداء بعدما خلعت الحياء وعلا صوتها وهى تهتف بالحب شعارا فأساءت إلى الحب وأهله
ونعود فنقول
ليس هذا حبا
فلنسمى كلا بمسمياته وكفانا زيفا
الحب فى هذا الزمان سلعة معروضة أسواق التحضر تباع بابخس الأثمان
سلعة لونوها وزخرفوها وزينوها ولكنها فى أصلها شئ وضيع تعافه الأنفس الأبية وتخجل منه القلوب الفتية .


ونعود ونقول الحب انواع


شــــــهــــقـــــات القلـــــوب
منه ما كان حبا لله وفى الله وهو يستوجب محبة الله ورسوله ومحبة ما يحب الله وهو أسمى أنواع الحب وأشرفها
فجعل الله له منابر من نور وصحبة الأنبياء والصالحين
وهذا النوع من الحب فى إعتقادى _والله اعلم _ لا يمكن ان يكون بين رجل وأمراة لإنه مخالف لقوانين الطبيعة ودواعى الفطرة
حتى ولو كان لرجل فى منزلة الوالد أو المعلم أو لداعية مثلا فهذا من باب أولى يسمى تقديرا وإعجابا وإحتراما وتأسى
وإلا لما جعل الله جزاء المتصافحين وهما فى الله متحابين تساقط الذنوب من بين اصابعها وقد تخللت بعضها بعضا
خلاصة الأمر
لانريد أن نبتدع فنقول هذه حبيبتى فى الله إلا ان تكون من ذوات المحارم.
وهناك حب الإتفاق كأن نكون متفقين فى مبدا او هدف أو مسكن
وأنت فعلا صادقا بأنك تحب هذا الشخص
ولكنه حب زائل
يزول بالتفرق عن الهدف الذى جمع بين القلوب لفترة
شــــــهــــقـــــات القلـــــوب
وهناك حب لنيل غرض من المحبوب قد يكون جاه او مال أو لذة
وهذا أقل انواع الحب منزلة
وإن كنت لا أراه انا حبا
ولكنى لست بمنزلة من يرى ومن لايرى
وهذا النوع إهداء إلى المتشدقين باسم الحب وهم فى قرارة انفسهم
يحملون أهدافا رديئة وامانى دنيئة
يحبون لخدمة مآربهم وإرضاء دوافعهم
وقد يكون هذا طمعا فى مال أو جاه
أو لقضاء وطر ونيل مأرب
وهذا الحب كسابقه مصيره إلى الزوال لأنه لم يكن صادقا صدقا كافيا ليصمد.
شــــــهــــقـــــات القلـــــوب
وهناك محبة الدم والرحم
كحب الأم لولدها وحب الرجل ابنه وهذا لا دخل لأسوياء البشر فيه
فهو حب يسرى فى العروق
ويستقر فى الحنايا
ولا يتأثر بمرور وقت ولا بزوال منفعة

وأخيرا نأتى لحب المشاكلة او المناسبة فقد إستقرت حكمة الله عز وجل على وقوع التناسب والتآلف بين الأشباه
فالمثل إلى مثله مائل وإليه صائر
والضد عن ضده هارب وعنه نافر
والموافقة هنا ليست موافقة فى الهيئة والصورة ولا فى القصد والإرادة ولا فى الأخلاق والهدى
لا إنها موافقة الأرواح وإمتزاج الوجدان وتشابه الأنفس
إنها أرواحا حلقت وتلاقت فوق ما تالفه العقول من ماديات فهامت فى عالم غير العالم وأحكمت بقوانين غير قوانين الطبيعة المألوفة
وكفت الألسن عن الكلام واصبحت لغة العيون هى اللغة المتداول بها والمصرح بها رسميا
شــــــهــــقـــــات القلـــــوب

وتعطلت لغة الكلام وخاطبت عيناى فى لغة الهوى عيناك
وأصبح زاد القلب والجسد القرب من الحبيب
حتى إذا مابعد كان كالغريق يبحث عن سفينة
تتقاذفه الأمواج
فيمد يديه بإستغاثة حائر


شــــــهــــقـــــات القلـــــوب


حتى إذا ما سكن القلب بالجوار مالبثت الروح وهاجت مرة أخرى
وبكت العين
فإن سألتها لماذا والأحبة أمام العيون
أجابتك :إنه حذر الفراق


شــــــهــــقـــــات القلـــــوب



وتجد النفس وقد قنعت بالمحبوب بحيث لا ترضى عنه بديلا ولو فاقه حسنا
فتكتفى النفس وهى طواقة نهمة


هذا هو الحب

شــــــهــــقـــــات القلـــــوب
جميلا فى فحواه
رائعا فى محتواه
ولكن مهما بلغ فى القلوب فلا يصح له ان يصل إلى مرتبة الحب المطلق _الذى لا يصح إلا أن يكون لله_

وهو الذى يشغل على المرء عقله وقلبه
ويجعل القلب فارغا مما سواه
فعرض المحب للوساوس والهموم وشغل البال والتلف
فخرج بذلك عن طور الطبيعة
وفقد معناه السوى
وكل ما يحيد عن الإستواء فهو إعوجاج
وهنا يتحول الحب إلى مسمى آخر
يسمى عشقا
والعشق مرض من أمراض القلوب
إذا تمكن إستحكم
عز على الأطباء دواءه ...واعيا العليل داؤه

0 التعليقات

إرسال تعليق